السلام قال إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله : كان عائداً ذات يوم بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش وساق الحديث كما سبق ذكره في سورة بني إسرائيل الى ان قال : قال له عبد الله بن أبي اميّة لو أراد الله ان يبعث إلينا رسولاً لبعث أجلّ من في ما بيننا مالاً وأحسنه حالاً فهلّا نزّل هذا القرآن الذي تزعم أنّ الله أنزله عليك وابتعثك به رسولاً عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ امّا الوليد بن المغيرة بمكّة وامّا عروة بن مسعود الثقفي بالطائف ثمّ ذكر شيئاً : إلى أن قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وامّا قولك لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ الوليد بن المغيرة بمكّة أو عروة بالطائف فانّ الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت ولا خطر له عنده كما له عندك بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقى كافراً به مخالفاً له شربة ماء وليس قسمة الله إليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وامائه وليس هو عزّ وجلّ ممّن يخاف أحداً كما تخافه أنت لما له وحاله فعرفته بالنبوّة لذلك ولا ممّن يطمع في أحد في ماله أو في حاله كما تطمع فيخصّه بالنبوّة لذلك ولا ممّن يحبّ أحداً محبّة الهوى كما تحبّ أنت فتقدّم من لا يستحقّ التقديم وانّما معاملته بالعدل فلا يؤثر لأفضل مراتب الدين وجلاله الّا الأفضل في طاعته والأجلّ في خدمته وكذلك لا يؤخّر في مراتب الدين وجلاله الّا أشدّهم تبطأ عن طاعته وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا الى حال بل هذا المال والحال من تفضّله وليس لأحد من عباده عليه ضربة لازب فلا يقال له إذا تفضّلت بالمال على عبد فلا بدّ ان تتفضّل عليه بالنبوّة أيضاً لأنّه ليس لأحد اكراهه على خلاف مراده ولا إلزامه تفضّلاً لأنّه تفضّل قبله بنعمة ألا ترى يا عبد الله كيف أغنى واحداً وقبح صورته وكيف حسّن صورة واحد وأفقره وكيف شرّف واحداً وأفقره وكيف أغنى واحداً ووضعه ثمّ ليس لهذا الغني ان يقول هلّا أضيف الى يساري جمال فلان ولا للجميل أن يقول هلّا أضيف الى جمالي مال فلان ولا للشريف أن يقول هلا أضيف الى شرفي مال فلان ولا للوضيع أن يقول هلّا أضيف الى ضعتي شرف فلان ولكنّ الحكم لله يقسم كيف يشاء ويفعل كما يشاء وهو حكيم في أفعاله محمود في اعماله وذلك قوله وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قال الله تعالى أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ يا محمّد نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ