أمير المؤمنين عليه السلام في اخبار كثيرة متوافقة المعاني ونقل أكثرها من كتاب سعد بن عبد الله المسمّى بمختصر البصائر ولنورد هنا من كتابه حديثاً واحداً ومن أراد سائرها فليراجع إليه وهو ما رواه عن الأصبغ بن نباته : انّ عبد الله الكواء اليشكريّ قام الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين انّ اناساً من أصحابك يزعمون انّهم يردّون بعد الموت فقال أمير المؤمنين (ع) نعم تكلّم بما سمعت ولا تزد في الكلام ممّا قلت لهم قال قلت لا أؤمن بشيء ممّا قلتم فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ويلك انّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليسوفوا أرزاقهم ثمّ أماتهم بعد ذلك قال فكبّر عليّ بن (١) الكوّا ولم يهتد له فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ويلك تعلم انّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل انّ ربّي قد كلّمني فلو انّهم سلّموا ذلك وصدّقوا به لكان خير لهم ولكنّهم قالوا لموسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً قال الله تعالى فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ يعني الموت وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ا فترى يا بن الكوّا انّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن الكوّا وما ذاك ثمّ أماتهم مكانهم فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ويلك أوليس قد أخبرك في كتابه حيث يقول وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى فهذا بعد الموت إذ بعثهم وأيضاً مثلهم يا ابن الكوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عزّ وجل أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ وقوله عزّ وجلّ في عُزير حيث اخبر الله فقال أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ واخذه بذلك الذنب مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ وردّه إلى الدنيا فقال كَمْ لَبِثْتَ فقال لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فلا تشك يا ابن الكوّا في قدرة الله عزّ وجلّ.
(٨٦) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ بالنوم والقرار وَالنَّهارَ مُبْصِراً قيل أصله ليبصروا فيه فبولغ فيه بجعل الأبصار حالاً من أحواله المجبول عليها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
(٨٧) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ في القرن روي : انّ النبيّ صلى الله عليه وآله سُئل عنه
__________________
(١) في النسخ التي عندنا فكبّر عليّ بن الكوّا والظاهر عبد الله بن الكواء كما لا يخفى.