بعضها مع بعض دون فراق ، فالكرامة في الجنات جنة روحية ، إضافة إلى سائر الحظوظ الروحانية ، ونفس الجنات حظ جسداني.
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ)(٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) (٤٤)
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) ما لهم على كفرهم بالله ويوم الحساب وبرسالتك ، قبلك : عندك حافّين بك ، مهطعين : شاخصين بأبصارهم إليك : (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) : شخوصا بأعينهم إليك بغضا وعدوانا وكفرا وطغيانا.
(عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) : جماعات في تفرقة إذا كانت من عزة ، وعلى حدّ المروي عن الرسول الأقدس (ص) (١) أو : متبصرين إن كان من عزاء ، أو
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٢٦٦ عن عبادة بن انس قال دخل رسول الله (ص) المسجد فقال مالي أراكم عزين : حلقا حلق الجاهلية ، قعد رجل خلف أخيه ، وعن جابر بن سمرة قال : دخل علينا رسول الله (ص) المسجد ونحن حلق متفرقون فقال : مالي أراكم عزين.