(اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) (٢٢ : ٧٥) واما مع الرسالة المحمدية وحتى القيامة فوحي الرسالة منقطع وحتى عن أهل عن أهل بيت الرسالة فضلا عن الجن ، اللهم إلا وحيا يحمل الانبعاث إلى الرسول محمد ليحمل عنه رسل الجن ما حملوه من وحي القرآن ، فهم خلفاء الرسول في هذه الرسالة ، كما عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قول جني انساب إلى منبر علي عليه السلام فتطاول وسلم عليه عليه السلام وقال : أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن ، قيل له عليه السلام : فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال : نعم» (١).
واما النفر من الجن المبعوثون من الله إلى الرسول ، فلم يكونوا أكثر من تسعة أنفار كما توحيه لغة النفر ، وان نفرهم هو انزعاجهم من الجو الطائش إلى أمان الوحي بأمر الله لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون كما فعلوا ، وقد سماهم علي عليه السلام ، وانهم كانوا من أشرافهم (٢) ولقد ناب على عليه السلام
__________________
(١) نور الثقلين ٥ : ٤٣٣ ح ١١ عن جابر عنه (ع) وفيه عن أبي حمزة الثمالي عنه (ع): هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم (ح ١٢).
وفيه عنه (ع) أولئك إخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم (ح ١٥) وكذلك (ح ١٦).
(٢) نور الثقلين ٥ : ٤٣٥ ح ١٨ عن احتجاج الطبرسي روى موسى ابن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (ع) أن عليا (ع) قال لبعض اليهود : ان الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ، وقد سخرت لنبوة محمد الشياطين بالايمان فاقبل اليه من الجن التسعة من اشرافهم واحد من جن نصيبين والثمان من بني عمرو بن عامر من الأحجة ، منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو ، وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) وهم التسعة (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ).