ومفلحة تأخذ بأزمه القلوب دون زوال ، فهل القرآن إذا سحر؟.
«يؤثر» قد تكون «يؤثر» من الإيثار ، أي ـ على كونه سحرا ـ يقدم على غيره ، من السحر ومن الآيات المعجزة ، فلا تتغلب عليها أية محاولة لمعارضته ، إنما «يؤثر».
وقد تكون من الأثر بمعنى البقاء : سحر يبقى! فهو بالمعنيين ليس سحرا ، إذ هو يبقى والسحر لا يبقى ، ويقدم على غيره من سحر ومعجزة ، والسحر يبطل بسحر مثله وبالمعجزة ، إذا فلم ينتج تفكير الوحيد وتدبيره ونظره إلا حكما متناقضا في نفسه.
(إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) وهذا صحيح إذا كان سحرا ، ولكنه يؤثر ، فكيف يكون قول البشر ، فهل يوجد من قول البشر ما يؤثر؟!.
(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ. لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ).
فكما أن الوليد الوحيد أصلى نارا ليحرق بها وحي القرآن ، ما يزعم أنه يجعله بين الحياة والموت ، موتا بالسحر وحياتا بأنه يؤثر ، كذلك هو سيصلى سقر ، نارا لا تبقي ولا نذر.
وبما أن السقر من سقرته الشمس : لوّحته وأذابته ، فهي أصل النار وأشده في الجحيم ، يصلاها : يوقدها ـ أمثال الوليد من الالداء الأشداء ، رؤوس الكفر والضلالة.
(وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ)؟ انك دريت ما هي ، لكنه بالوحي ، فهي من الشدة لحدّ لا مثيل لها يوم الدنيا حتى يقاس بها ، فهذا تهويل بتجهيل سقر ، ثم يفسرها بمفعولها وبعض ملازماتها :
(لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) : فهي تكنس أهلها كنسا وتمحوهم محوا ، فلا يقف لها شيء على حاله ، فلا تبقيهم أحياء ولا تتركهم يموتون : (الَّذِي يَصْلَى النَّارَ