تقول : لولا ينزل بالرفع ، وقد عطف عليه : يلقى ، وتكون مرفوعين ، ولا يجوز النصب فيهما لأنهما في حكم الواقع بعد لولا ، ولا يكون إلا مرفوعا. والقائلون هم كفار قريش النضر بن الحرث ، وعبد الله بن أبى أمية ، ونوفل بن خويلد ومن ضامهم (مَسْحُوراً) سحر فغلب على عقله. أو ذا سحر ، وهو الرئة : عنوا أنه بشر لا ملك.
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(٩)
(ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) أى : قالوا فيك تلك الأقوال واخترعوا لك تلك الصفات والأحوال النادرة ، من نبوّة مشتركة بين إنسان وملك. وإلقاء كنز عليك من السماء وغير ذلك ، فبقوا متحيرين ضلالا ، لا يجدون قولا يستقرّون عليه. أو فضلوا عن الحق فلا يجدون طريقا إليه.
(تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً)(١٠)
تكاثر خير (الَّذِي إِنْ شاءَ) وهب لك في الدنيا (خَيْراً) مما قالوا ، وهو أن يعجل لك مثل ما وعدك في الآخرة من الجنات والقصور. وقرئ : ويجعل ، بالرفع عطفا على جعل : لأن الشرط إذا وقع ماضيا ، جاز في جزائه الجزم والرفع ، كقوله :
وإن أتاه خليل يوم مسألة |
|
يقول لا غائب مالى ولا حرم (١) |
ويجوز في (ويجعل لك) إذا أدغمت : أن تكون اللام في تقدير الجزم والرفع جميعا. وقرئ بالنصب ، على أنه جواب الشرط بالواو.
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (١٢) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (١٣) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً)(١٤)
(بَلْ كَذَّبُوا) عطف على ما حكى عنهم. يقول : بل أتوا بأعجب من ذلك كله وهو تكذيبهم
__________________
(١) تقدم شرح هذا الشاهد بالجزء الأول صفحة ٥٣٧ فراجعه إن شئت اه مصححه.