(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٧٩)
(فِي زِينَتِهِ) قال الحسن : في الحمرة والصفرة. وقيل : خرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان (١) وعليها سرج من ذهب ، ومعه أربعة آلاف على زيه. وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر ، وعن يمينه ثلاثمائة غلام ، وعن يساره ثلاثمائة جارية ، بيض عليهنّ الحلي والديباج. وقيل في تسعين ألفا عليهم المعصفرات ، وهو أوّل يوم رئي فيه المعصفر : كان المتمنون قوما مسلمين وإنما تمنوه على سبيل الرغبة في اليسار والاستغناء كما هو عادة البشر. وعن قتادة : تمنوه ليتقربوا به إلى الله وينفقوه في سبل الخير. وقيل : كانوا قوما كفارا. الغابط : هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه. والحاسد : هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه فمن الغبطة قوله تعالى (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ) ومن الحسد قوله (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يضر الغبط؟ فقال (٢) : «لا إلا كما يضر العضاه الخبط (٣)» والحظ : الجدّ ، وهو البخت والدولة : وصفوه بأنه رجل مجدود مبخوت ، يقال : فلان ذو حظ ، وحظيظ ، ومحظوظ ، وما الدنيا إلا أحاظ وجدود.
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ)(٨١)
ويلك : أصله الدعاء بالهلاك ، ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرتضى ، كما استعمل : لا أبا لك. وأصله الدعاء على الرجل بالإقراف (٤) في الحث على الفعل. والراجع
__________________
(١) قوله «بغلة شهباء عليها الأرجوان» في الصحاح : قطيفة حمراء أرجوان. وفيه أيضا : الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة ، ويقال : هو بالفارسية أرغوان ، وهو شجر له نور أحمر أحسن ما يكون. (ع)
(٢) ذكره ثابت السر قسطي في الغريب هكذا بغير إسناد. وأخرجه إبراهيم الحربي في الغريب من طريق ابن أبى حسين «أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أيضر الناس الغبط؟ قال : نعم كما يضر العضاه الخبط» بهذا اللفظ أخرجه الطبراني من رواية أم الدرداء قالت : قلت يا رسول الله. فذكره ، لكن قال «الشجر» بدل العضاه. قال الحربي الغبط إرادة السعة. وقال ثابت : الغبط الحسد.
(٣) قوله «إلا كما يضر العضاه الخبط» في الصحاح «العضاه» : كل شجر يعظم وله شوك. وفيه «الخبط» : ضرب الشجرة بالعصا ليسقط ورقها. (ع)
(٤) قوله «الدعاء على الرجل بالإقراف» أى بفساد الأب. أفاده الصحاح. (ع)