(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً)(٩٨)
هذه خاتمة السورة ومقطعها ، فكأنه قال : بلغ هذا المنزل أو بشر به وأنذر ، فإنما أنزلناه (بِلِسانِكَ) أى بلغتك وهو اللسان العربي المبين ، وسهلناه وفصلناه (لِتُبَشِّرَ بِهِ) وتنذر. واللدّ : الشداد الخصومة بالباطل ، الآخذون في كل لديد ، أى في كل شق من المراء والجدال لفرط لجاجهم ، يريد أهل مكة.
وقوله (وَكَمْ أَهْلَكْنا) تخويف لهم وإنذار. وقرئ (تُحِسُ) من حسه إذا شعر به. ومنه الحواس والمحسوسات. وقرأ حنظلة (تَسْمَعُ) مضارع أسمعت. والركز : الصوت الخفي.
ومنه : ركز الرمح إذا غيب طرفه في الأرض. والركاز : المال المدفون. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة مريم أعطى عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به ، ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهرون وإسماعيل وإدريس ، وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله» (١).
__________________
(١) أخرجه الثعلبي وابن مردويه من حديث أبىّ.