به الامامية في حق الله تعالى حتى أثر عنهم : «ما عبد الله بشىء مثل القول بالبداء». ولما كان البداء من صفات المخلوقين الأن فعل الشىء ثم محوه يدل على التفكير الطارى ء وعلى التصويب بعد الخطأ وعلى العلم بعدج الجهل فإن كثيرا من المفكرين سفهوا عقول الشيعة في نسبة البداء الى الله سبحانه والشيعة الامامية براء مما فهمه الناس عن البداء ، اذ المتفق عليه عندهم وعيد علماء السنة أن علم الله قديم منزه عن التفسير والتبديل والتفكير الذي هو من صفات المخلوقات ، أما الذي يطرأ فليه التغيير والمحو بعد الاثبات فهو ما في اللوح المحفوظ بدليل قوله تعالى «يمحو الله يشاء ويثبت».
ولنضرب مثلا لذلك يبين معنى البداء عند الأمامية : فلان من الناس كتب عليه الشقاء في مستهل اللوح المحفوظ من السعداء. فالبداء هنا محو : اسمه من باب الأشقياء في اللوح وكتابته في باب السعداء. أما ما في علم الله فيشمل جميع تاريخ هذه المسألة من إثبات ومحو بعد التوبة. أي أنه سبق في علم الله أن هذا الشخص سيكون شقياً ثم يصير سعيداً في وقت كذا حين يلهمه التوبة.
أن البداء الذي يقول به الإمامية هو قضية الحكم على ظاهر الفعل الالهي في مخلوقابه بما تنطلبه حكمته. فهو قول بالظاهر المتراءي لنا ، وإذن فوجه الاشكال في الذين خطئوا الشيعة في قولهم بالبداء إنما جاء من زعمهم ان الشيعة ينسبون البداء الى علم الله القديم لا الى ما في اللوح المحفوظ.