الأرض على إطلاقها مددناها أى : بسطناها ، ومعنى ذلك أن أى أرض نراها أمامنا ممدودة أي مبسوطة ، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية ، فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو على شكل هندسى آخر غير كروى فإننا نصل فيها إلى حافة.
ولذلك فالشكل الهندسى الوحيد الذى يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة فى كل بقعة فيها هو الشكل الكروى ، فإذا بدأنا من أى نقطة محدودة على سطح الكرة الأرضية وظللنا نسير حتى نعود إلى نقطة البداية فإننا نظل نرى الأرض دائما أمامنا منبسطة أي ممدودة ، وتذهب الدقة العلمية فى القرآن إلى أن الأرض ليست كروية تماما. انظر إلى قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠) (النازعات)
أى جعلها كالدحية أى كالبيضة.
فقطر الأرض عند خط الاستواء أكبر من قطرها عند القطبين بمقدار (٤٣ كيلومتر) ، أى أن الأرض أقرب إلى الشكل البيضاوى.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ..) (٤١) (الرعد)
لقد أثبت علم الجيولوجيا أن الأرض مفرطحة عند قطبيها بسبب أنه عند نشأتها كانت القوة الطاردة المركزية الناشئة عن الدوران أكبر ما يمكن عند البطن (خط الاستواء) وتقل حتى تصل إلى الصفر عند القطبين ، وقد ظل التشكيل مستمرا حتى بردت الأرض وأصبح القطر عند القطبين أقل من القطر عند خط الاستواء.
وكذلك عرف أن سرعة انطلاق جزئيات الغازات المغلفة للكرة الأرضية إذا ما جاوزت قوة الجاذبية الأرضية لها ، فإنها تنطلق خارج الكرة الأرضية ، وهذا يحدث بصفة مستمرة فتكون الأرض فى نقص مستمر لأطرافها.
(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (٤٥) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) (٤٦) (الفرقان)