ولقد أشار القرآن الكريم إلى حركة الأرض السنوية حول الشمس بآية كريمة صريحة الدلالة على الحركة انتقالية للأرض فى قوله تعالى : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (٨٨) (النمل)
والسحاب لا يتحرك بذاته ولكن بحركة الريح.
كذلك الجبال لا تتحرك بذاتها ولكنها تتحرك بحركة الأرض حول الشمس ، لننظر إلي هذا التشبيه الرائع ، صنع الله الذى اتقن كل شىء.
ما ذا يحدث إذا قلت أو زادت السرعة التى تدور بها الأرض حول الشمس؟
إذا قلت السرعة تتغلب قوة جذب الشمس وتندفع الأرض وما عليها لتسقط على الشمس ، وإذا أسرعت الأرض لتغلبت القوة الطاردة المركزية وابتعدت الأرض عن الشمس واندفعت بعيدا عنها ليتجمد كل من عليها أو تقع أسيرة نجم آخر عملاق يبتلعها.
أليس هذا صنع الله الذى أتقن كل شىء!.
ومحور دوران الأرض حول الشمس مائل ، وينتج عن هذا الميل أن الشمس تشرق وتغرب فى أى مكان على الأرض فى مواقع مختلفة أثناء العام.
(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤٠) (المعارج)
هذه الآية توضح تعدد المشارق والمغارب بالنسبة للمكان الواحد ، أو بالنسبة لتعدد الأماكن واختلاف وقت الشروق والغروب فيها.
وميل المحور الوهمى للأرض على مستوى فلكها حول الشمس يؤدى إلى تتابع الفصول : (شتاء ـ ربيع ـ صيف ـ خريف) ، ولو لا ميل هذا المحور للأرض حول الشمس لاختفت الفصول وتساوى الليل والنهار فى جميع بقاع الأرض.
وصدق الله تعالى الذى أتقن كل شىء : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠) (آل عمران)
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) (فاطر)