بعد ارتوائها بماء المطر ، كما أنها ذات الصدوع التى تكونت فى باطنها وصارت منفذا لخروج المياه الجوفية.
وبهذا فإن معنى والسماء ذات الرجع يشير إلى الدورة المستمرة المسخرة بين المحيطات والبحار والأنهار من جهة ، وبين سحب الغلاف الجوى فى سمائنا من جهة أخرى ، فإذا تبخر جزء من مياه الأرض بحرارة الشمس فإنه يعود إليها من السماء على هيئة أمطار ، وبذلك تستقر كمية المياه على الأرض ولا تزيد ولا تنقص بسبب استمرار هذه الدورة.
وعلى سبيل المثال : فإن البحر الأبيض المتوسط يتبخر الماء من سطحه بسبب حرارة الشمس بمعدل يصل إلى ٠٠٠ ، ١٠٠ طن فى الثانية الواحدة ، ورغم هذا فكمية المياه فيه ثابتة منذ أن نشأ ، وعلى مدى الدهور والأزمان ، نظرا لعودة المياه إليه بنفس المعدل.
وحيث أن التبادل بين الماء والجو عملية متكررة فإن ماء المطر فى الواقع لا يمكن خزنه لأن مياه الأمطار سوف تتسرب حتما وبشتى الطرق إلى الجو ثانية لتتم الدورة من جديد.
ويعبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة فى إعجاز علمى رائع بقوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢) (الحجر)
ولهذا يتضح المقصود بعبارة وما أنتم له بخازنين ، وهذا أمر علمى هام لأن الدورة لا بد أن تستمر لأنها تعمل فى نفس الوقت كآلة تكييف إلهية ، وتستطيع أن تتخيل المناطق المدارية على الأرض حيث أشعة الشمس القوية كغلاية ، والمناطق الباردة كمكثف فى هذه الآلة.
وعند ما تبخر الماء يمتص كمية من الحرارة من الجو المحيط فى المناطق المدارية فيعمل على تلطيف جوها ، وعند ما يتكثف بخار الماء ويتحول إلى سحب وأمطار فى