والسحاب يتكون من بخار الماء الموجود فى الهواء الناتج من تسخين الشمس لمياه البحر والمحيطات والأنهار وإحياء الأرض بماء المطر وإخراج النبات منها بعد موتها كبعث الموتى يوم القيامة.
وقوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢) (الحجر)
وهنا تربط الآية الكريمة بين تلقيح الرياح للسحب بواسطة مدها بنوى التكاتف وتلقيحها كهربائيا للجمع بين نوعى الكهربية الموجبة والسالبة الموجودين فى السحب ، وإحداث التفريغ الكهربى وما يصحبه من برق ورعد.
وتؤكد الآية أن ماء المطر لا يمكن خزنه لأن مياه المطر سوف تتسرب حتما ، وبشتى الطرق إلى الجو ثانية لتتم الدورة المستمرة المسخرة بين المحيطات والبحار والأنهار من وجهة ، وبين سحب الغلاف الجوى من جهة أخرى.
فإذا تبخر جزء من مياه الأرض بحرارة الشمس فإنه يعود إليها حتما من السماء على هيئة أمطار بحيث تكون كمية المياه المتبخرة عن سطح الأرض مساوية تماما لكمية المياه العائدة إليها من السماء ، ويتضح بذلك المعنى فى قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ).
والله برحمته قادر على أن يقلب الرياح المفيدة لتكون إعصارا خطيرا أو عاصفة هو جاء أو خماسين ساخنة الهواء تنفذ بأتربتها إلى العيون والآذان والأنوف والحناجر ، ويشير سبحانه وتعالى إلى مثل هذه الكوارث كما فى قوله تعالى فى وصف الرياح الساخنة المتربة الجافة.
(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) (٥١) (الروم)
وقوله تعالى : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٧) (الحاقة)
إى أن الله أهلك قوم عاد بريح باردة عنيفة استمرت ثمانية أيام متواصلة ، وقوله تعالى فى وصف الريح الباردة :