عند حدوثه لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٤١) (فاطر)
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (٤٨) (إبراهيم)
إن زوال السماوات والأرض وإعادة تشكيلهما حدث حقيقى يعترف به العلم الحديث على ضوء اكتشاف المادة والمادة المضادة ، وتحول المادة إلى طاقة ، وتحول الطاقة إلي مادة طبقا لقانون اينشتين :
(الطاقة الكتلة المتحولة * مربع سرعة الضوء).
لقد اكتشف علماء الفيزياء النووية وجود الجسيمات المضادة فالإلكترون السالب الذى يدور حول النواة وجد له جسيم مضاد فى بعض التفاعلات النووية وهو البوزيترون الموجب ، وفترة وجوده ضئيلة جدا إذ سرعان ما يتلاقى مع الإلكترون السالب فتفنى كتلتيهما ويتحولان إلي طاقة وهى أشعة جاما طبقا لقانون اينشتين.
كما أن قذف النحاس ببروتونات سريعة ينتج البروتون السالب الذى يلاقى البروتون الموجب فتفني كتلتيهما وتنتج طاقة هائلة ، ولأن كتلة البروتون تعادل كتلة الإلكترون حوالى (١٨٤٠) مرة فإن طاقة تحول البروتون الموجب والبروتون السالب هائلة جدا ، وعلي ذلك فهناك احتمال لوجود الكون المضاد حيث أن الذرة فى عالمنا تتكون من نواة تحتوى على بروتونات موجبة ونيترونات متعادلة ، ويدور حولها الكترونات سالبة ، أما فى الكون المضاد فالذرة تتكون من نواة تحتوى على بروتونات سالبة ونيترونات متعادلة ولكنها مضادة بعزم مغناطيسى معاكس ويدور حولها الكترونات موجبة.
وتشير الآيات الكريمة إلى هذه الحقيقة العلمية الهامة التى تم اكتشافها حديثا : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٤٩) (الذاريات).