كفوء كريم فقصدوه بالحرب ، وجعل شمر يحرضهم على الحسين عليهالسلام فجعلوا يحملون على الحسين عليهالسلام والحسين يحمل عليهم فينكشفون عنه وهو في ذلك يطلب شربة من ماء فلا يجد ، وكلما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتى اجلوه عنه.
ولما أثخن بالجراح وبقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني على خاصرته طعنة فسقط عليهالسلام عن فرسه الى الأرض على خده الأيمن ثم قام ، وخرجت أخته زينب الى باب الفسطاط وهي تنادي وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل وقد دنا عمر بن سعد ، فقالت : يا عمر أيقتل ابو عبد الله وأنت تنظر اليه ، فدمعت عيناه حتى سالت دموعه على خديه ولحيته وصرف وجهه عنها ولم يجبها بشيء ، فنادت ويلكم اما فيكم مسلم فلم يجبها أحد بشيء.
وقاتل عليهالسلام راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة ويشد على الخيل وهو يقول : أعلى قتلي تجتمعون اما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله مني ، وايم الله اني لأرجو ان يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون ، اما والله لو قتلتموني لألقى الله بأسكم بينكم وسفك دماءكم ثم لا يرضى لكم بذلك حتى يضاعف لكم العذاب الأليم.
وكان على الحسين عليهالسلام جبة من خز وكان معتما مخضوبا بالوسمة ، ولم يزل يقاتل حتى اصابه اثنان وسبعون جراحة ، فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينا هو واقف اذ أتاه حجر فوقع على جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه ، فقال عليهالسلام : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم رفع رأسه الى السماء وقال : الهي تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن بنت