بك واحتسب في ذلك الخير فان الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وحمزة وجعفر والحسن صلى الله عليهم أجمعين ، فرماه حرملة بسهم فذبحه وهو في حجر عمه ، فرفع الحسين عليهالسلام يديه وقال : اللهم امسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الأرض اللهم ، فان متعتهم الى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة منهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا ، ثم ضارب الرجالة حتى انكشفوا عنه وكان قد ضعف عن القتال ، وتحاماه الناس فمكث طويلا من النهار ، وكلما جاءه أحد انصرف عنه كراهية ان يلقى الله بدمه.
قال هلال بن نافع : اني لواقف مع أصحاب عمر بن سعد اذ صرخ صارخ ابشر ايها الأمير فهذا شمر قد قتل الحسين ، فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وانه ليجود بنفسه ، فو الله ما رأيت قتيلا مضمخا بدمه احسن منه ولا أنور وجها ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتله ، فاستسقى في تلك الحال ماء فسمعت رجلا يقول : والله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها ، فسمعته يقول : انا ارد الحامية فأشرب من حميمها لا والله بل أرد على جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأشرب من ماء غير آسن وأشكو اليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي ، فغضبوا بأجمعهم حتى كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا.
وصاح شمر بالفرسان والرجالة ويحكم ما تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم ، فحملوا عليه من كل جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى وضرب الحسين عليهالسلام زرعة فصرعه ، وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا بها لوجهه وكان قد اعيا وجعل يقوم ويكبو ،