وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني (١) صدره ورماه بسهم فوقع في نحره ، فسقط وجلس قاعدا ، فنزع السهم من نحره وقرن كفيه جميعا فكلما امتلأتا من دمائه خضب بها رأسه ولحيته وهو يقول : هكذا ألقى الله مخضبا بدمي مغصوبا عليّ حقي. وقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه : أنزل ويحك الى الحسين فأرحه وقيل بل قال سنان لخولى بن يزيد احتز رأسه ، فبدر خولي ليحتز رأسه فضعف وارعد ، فقال له سنان وقيل شمر : فت الله في عضدك مالك ترعد ، ونزل سنان وقيل شمر اليه فذبحه ، ثم احتز رأسه الشريف وهو يقول : والله اني لأحتز رأسك واعلم انك السيد المقدم وابن رسول الله وخير الناس ابا واما ثم دفع الرأس الشريف الى خولي فقال : احمله الى الأمير عمر بن سعد ، وفي ذلك يقول الشاعر :
فأيّ رزية عدلت حسينا |
|
غداة تبيره كفا سنان |
وكان سن الحسين عليهالسلام يوم قتل سبعا وخمسين سنة ، او ستا وخمسين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام او خمسة ايام او تسعة أشهر وعشرة ايام ، او ثمانية أشهر وسبعة أيام او خمسة ايام على اختلاف الروايات والأقوال المتقدمة في مولده عليهالسلام ، وقيل ثمان وخمسون سنة ، وقيل خمس وخمسون سنة وستة أشهر.
__________________
(١) البواني : اضلاع الزور كذا في القاموس (منه).