ثم قال : رضينا منكم رأسا برأس فلا يوم لنا ولا علينا.
وجاء سنان بن أنس النخعي الى باب ابن زياد فقال :
أوقر ركابي فضة أو ذهبا |
|
إني قتلت السيد المحجبا |
قتلت خير الناس أما وأبا |
|
وخيرهم إذ ينسبون نسبا |
فلم يعطه ابن زياد شيئا. وقيل ان سنانا أنشد هذه الأبيات على باب فسطاط عمر بن سعد فحذفه بالقضيب وقال : أو مجنون أنت؟ والله لو سمعك ابن يزيد لضرب عنقك. وقيل المنشد لها عند ابن سعد هو الشمر وقيل ان قاتل الحسين عليهالسلام انشدها عند يزيد لعنه الله والله اعلم.
ثم ان ابن زياد لعنه الله جلس في قصر الامارة وأذن للناس اذنا عاما ، وأمر باحضار رأس الحسين عليهالسلام فوضع بين يديه ، فجعل ينظر اليه ويتبسم ، وكان في يده قضيب فجعل يضرب به ثناياه ويقول : انه كان حسن الثغر وفي رواية انه قال : لقد أسرع الشيب اليك يا أبا عبد الله : ثم قال : يوم بيوم بدر.
وكان عنده أنس بن مالك فبكى وقال : كان أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان مخضوبا بالوسمة ، وكان الى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو شيخ كبير ، فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لا أحصيه كثرة يقبلهما ، ثم انتحب باكيا ، فقال له ابن زياد : ابكى الله عينيك أتبكي لفتح الله والله لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار الى منزله وفي رواية انه نهض وهو يقول : ايها الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة ، والله ليقتلن خياركم وليستعبدن شراركم فبعدا لمن رضي بالذل