حلت بفناء الحسين عليهالسلام وأناخت برحله ، أشهد انكم اقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم الملحدين ، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين ، والذي بعث محمدا بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
قال عطية (ابن عطية خ ل) : فقلت لجابر : فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت الأزواج ، فقال لي : يا عطية (يا ابن عطية خ ل) سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ، والذي بعث محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحق ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليهالسلام وأصحابه ، قال عطية (ابن عطية : خ ل) : فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام فقلت يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام ، فقال جابر لعبده: انطلق الى هذا السواد وأتنا بخبره ، فان كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا لعلنا نلجأ الى ملجأ ، وان كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى ، قال : فمضى العبد فما كان بأسرع من ان رجع وهو يقول : يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله ، هذا زين العابدين قد جاء بعماته واخواته ، فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس الى ان دنا من زين العابدين عليهالسلام ، فقال الإمام : أنت جابر؟ فقال : نعم يا ابن رسول الله ، فقال : يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا.
ثم انفصلوا من كربلا طالبين المدينة ، قال بشير بن جذلم : فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين عليهماالسلام فحط رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال : يا بشير رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شيء منه؟ قلت بلى يا ابن رسول الله اني لشاعر ، قال : فادخل المدينة وانع أبا عبد الله ، قال