غيرها ، وأقبلت الشيعة تختلف اليه فكلما اجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليهالسلام وهم يبكون ، وبايعه الناس حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا وفي رواية اثنا عشر ألفا ، فكتب مسلم الى الحسين عليهالسلام كتابا يقول فيه :
أما بعد فان الرائد لا يكذب أهله وان جميع أهل الكوفة معك وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا وفي رواية اثنا عشر الفا فعجل الاقبال حين تقرأ كتابي هذا والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وأرسل الكتاب مع عابس بن شبيب الشاكري وقيس بن مسهر الصيداوي. وعن الشعبي انه بايع الحسين عليهالسلام أربعون ألفا من أهل الكوفة على أن يحاربوا من حارب ويسالموا من سالم ، وجعلت الشيعة تختلف الى مسلم حتى علم بمكانه ، فبلغ النعمان بن بشير ذلك وكان واليا على الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها وكان من الصحابة من الأنصار وحضر مع معاوية حرب صفين وكان من أتباعه (١) ، فصعد المنبر وخطب الناس وحذرهم الفتنة ، فقام اليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فقال له : انه لا يصلح ما ترى الا الغشم ان هذا الذي أنت عليه رأي المستضعفين ، فقال له النعمان: ان أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إليّ من أن أكون من الأعزين في معصية الله ، ثم نزل فكتب عبد الله بن مسلم إلى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن عقيل الكوفة ومبايعة الناس له ويقول : ان كان لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك ، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعف. وكتب اليه عمارة بن الوليد بن عقبة وعمر بن سعد بنحو ذلك فدعا يزيد سرحون مولى معاوية واستشاره فيمن يولي على الكوفة ، وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد وهو يومئذ وال على
__________________
(١) وقتله أهل حمص في فتنة ابن الزبير وكان واليا عليها (منه).