تدنو منه فانك فاجر فاستبا وانصرف الى عمر بن سعد فأخبره ، فأرسل قرة بن قيس الحنظلي ، فلما رآه الحسين عليهالسلام مقبلا قال : أتعرفون هذا؟ قال حبيب بن مظاهر : نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن اختنا وقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد ، فجاء حتى سلم على الحسين عليهالسلام وبلغه رسالة عمر بن سعد ، فقال له الحسين عليهالسلام : كتب الي أهل مصركم هذا ان أقدم فأما اذا كرهتموني فاني انصرف عنكم ، فقال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة اين ترجع الى القوم الظالمين انصر هذا الرجل الذي بآبائه ايدك الله بالكرامة ، فقال له : ارجع الى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي ، فانصرف الى ابن سعد فأخبره فقال : أرجو ان يعافيني الله من أمره ، وكتب الى ابن زياد بذلك ، فلما قرأ الكتاب قال :
الآن اذ علقت مخالبنا به (١) |
|
يرجو النجاة (٢) ولات حين مناص |
ثم كتب الى ابن سعد ان أعرض على الحسين ان يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا ، فقال ابن سعد : قد خشيت ان لا يقبل ابن زياد العافية.
وورد كتاب ابن زياد في الأثر الى ابن سعد ان حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء. فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان ، فبعث عمر في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين عليهالسلام وأصحابه وبين الماء ومنعوهم ان يستقوا منه قطرة ، وذلك قبل قتل الحسين عليهالسلام بثلاثة ايام. ونادى عبد الله بن حصين الأزدي بأعلى صوته يا حسين تنظرون الى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوقون منه قطرة واحدة حتى تموتوا عطشا ، فقال
__________________
(١) الآن حين تعلقته حبالنا خ ل.
(٢) الخلاص خ ل.