ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه ، فقالوا : يا يزيد قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله ، فقال الحسين عليهالسلام: أقعد يا يزيد ثم وثب الحسين عليهالسلام متوكئا على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته فقال : أنشدكم الله هل تعرفونني؟ قالوا : نعم أنت ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسبطه ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان أمي فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان ابي علي بن ابي طالب عليهالسلام؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة اسلاما؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عم ابي؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فأنشدكم الله هل تعلمون ان الطيار في الجنة عمي؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فأنشدكم الله هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انا متقلده؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : انشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انا لابسها؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان عليا كان أول القوم اسلاما واعلمهم علما وأعظمهم حلما وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فبم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد في يد ابي يوم القيامة؟ قالوا : قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا.
فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وارتفعت أصواتهن ، فوجه اليهن أخاه العباس وعليا ابنه وقال لهما : سكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن.
وأرسل الحسين عليهالسلام الى عمر بن سعد مع عمرو بن قرطة الأنصاري