(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (١١)
____________________________________
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) إعادة لما سبق قالوا فائدتها التنبيه على أن لله تعالى جنود الرحمة وجنود العذاب وأن المراد ههنا جنود العذاب كما ينبىء عنه التعرض لوصف العزة (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) أى على أمتك لقوله تعالى (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (وَمُبَشِّراً) على الطاعة (وَنَذِيراً) على المعصية (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) الخطاب للنبى عليه الصلاة والسلام ولأمته (وَتُعَزِّرُوهُ) * وتقووه بتقوية دينه ورسوله (وَتُوَقِّرُوهُ) وتعظموه (وَتُسَبِّحُوهُ) وتنزهوه أو تصلوا له من السبحة* (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) غدوة وعشيا عن ابن عباس رضى الله عنهما صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وقرىء الأفعال الأربعة بالياء التحتانية وقرىء وتعزروه بضم التاء وتخفيف الزاى المكسورة وقرىء بفتح التاء وضم الزاى وكسرها وتعززوه بزاءين وتوقروه من أوقره بمعنى وقره (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) * أى على قنال قريش تحت الشجرة وقوله تعالى (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) خبران يعنى أن مبايعتك هى مبايعة* الله عزوجل لأن المقصود توثيق العهد بمراعاة أو امره ونواهيه وقوله تعالى (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) حال أو استئناف مؤكد له على طريقة التخييل والمعنى أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) وقرىء إنما يبايعون الله أى لأجله* ولوجهه (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) أى فمن نقض عهده فإنما يعود صرر نكثه على نفسه* وقرىء بكسر الكاف (وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ) بضم الهاء فإنه أبقى بعد حذف الواو توسلا* بذلك إلى تفخيم لام الجلالة وقرىء بكسرها أى ومن وفى بعهده (فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) هو الجنة وقرىء بما عهد وقرىء فسنؤتيه بنون العظمة (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ) هم أعراب غفار ومزينة وجهينة وأشجع وأسلم والديل تخلفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين استنفر من