(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) (٢٢)
____________________________________
الحاج وقيل كان يلت السويق بالطائف ويطعمه الحاج فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه وقيل كان يجلس على حجر فلما مات سمى الحجر باسمه وعبد من دون الله وقيل كان الحجر على صورته والعزى تأنيث الأعز كانت لغطفان وهى سمرة كانوا يعبدونها فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد فقطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها واضعة يدها على رأسها وهى تولول فجعل خالد يضربها بالسيف حتى قتلها فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال تلك العزى ولن تعبد أبدا ومناة صخرة لهذيل وخزاعة وقيل لثقيف وكأنها سميت مناة لأن دماء النسائك تمنى عندها أى تراق وقرىء ومناءة وهى مفعلة من النوء كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا بها والأخرى صفة ذم لها وهى المتأخرة الوضيعة المقدار وقد جوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى ثم أنهم كانوا مع ما ذكر من عبادتهم لها يقولون إن الملائكة وتلك الأصنام بنات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فقيل لهم توبيخا وتبكيتا أفرأيتم الخ والهمزة للإنكار والفاء لتوجيهه إلى ترتيب الرؤية على ما ذكر من شؤن الله تعالى المنافية لها غاية المنافاة وهى قلبية ومفعولها الثانى محذوف لدلالة الحال عليه فالمعنى أعقيب ما سمعتم من أثار كمال عظمة الله عزوجل فى ملكه وملكوته وجلاله وجبروته وأحكام قدرته ونفاذ أمره فى الملأ الأعلى وما تحت الثرى وما بينهما رأيتم هذه الأصنام مع غاية حقارتها وقماءتها بنات له تعالى وقيل المعنى أفرأيتم هذه الأصنام مع حقارتها وذلتها شركاء الله تعالى مع ما تقدم من عظمته وقيل أخبرونى عن آلهتكم هل لها شىء من القدرة والعظمة التى وصف بها رب العزة فى الآى السابقة وقيل المعنى أظننتم أن هذه الأصنام التى تعبدونها تنفعكم وقيل أظننتم أنها تشفع لكم فى الآخرة وقيل أفرأيتم إلى هذه الأصنام إن عبدتموها لا تنفعكم وإن تركتموها لا تضركم والأول هو الحق كما يشهد به قوله تعالى (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) شهادة بينة فإنه توبيخ مبنى على التوبيخ الأول وحيث كان مداره تفضيل جانب أنفسهم على جنابه تعالى بنسبتهم إليه تعالى الإناث مع اختيارهم لأنفسهم الذكور وجب أن يكون مناط الأول نفس تلك النسبة حتى يتسنى بناء التوبيخ الثانى عليه وظاهر أن ليس فى شىء من التقديرات المذكورة من تلك النسبة عين ولا أثر وأما ما قيل من أن هذه الجملة مفعول ثار للرؤية وخلوها عن العائد إلى المفعول الأول لما أن الأصل أخبرونى أن اللات والعزى ومناة ألكم الذكر وله هن أى تلك الأصنام فوضع موضع الأنثى لمراعاة الفواصل وتحقيق مناط التوبيخ فمع ما فيه من التمحلات التى ينبغى تنزيه ساحة التنزيل عن أمثالها يقتضى اقتصار التوبيخ على ترجيح جانبهم الحقير على جناب الله العزيز الجليل من غير تعرض للتوبيخ على نسبة الولد إليه سبحانه (تِلْكَ) إشارة إلى* القسمة المنفهمة من الجملة الاستفهامية (إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) أى جائرة حيث جعلتم له تعالى ما تستنكرون