(وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) (٩٠)
____________________________________
نفس الحلقوم وتداعت إلى الخروج (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ) أيها الحاضرون حول صاحبها (تَنْظُرُونَ) إلى ما هو من الغمرات (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ) علما وقدرة وتصرفا (مِنْكُمْ) حيث لا تعرفون من حاله إلا ما تشاهدونه من آثار الشدة من غير أن تقفوا على كنهها وكيفيتها وأسبابها ولا أن تقدروا على دفع أدنى شىء منها ونحن المتولون لتفاصيل أحواله بعلمنا وقدرتنا أو بملائكة الموت (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) * لا تدركون ذلك لجهلكم بشؤننا وقوله تعالى (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) أى غير مربوبين من دان السلطان رعيته إذا ساسهم واستعبدهم ناظر إلى قوله تعالى (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ) فإن التحضيض يستدعى عدم المحضض عليه حتما وقوله تعالى (تَرْجِعُونَها) أى النفس إلى مقرها هو العامل فى إذا والمحضض عليه بلو لا الأولى والثانية مكررة للتأكيد وهى مع ما فى حيزها دليل جواب الشرط والمعنى إن كنتم غير مربوبين كما ينبىء عنه عدم تصديقكم بخلقنا إياكم فهلا ترجعون النفس إلى مقرها عند بلوغها الحلقوم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فى اعتقادكم فإن عدم تصديقهم بخالقيته تعالى لهم عبارة عن تصديقهم* بعدم خالقيته تعالى بموجب مذهبهم وقوله تعالى (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) الخ شروع فى بيان حال المتوفى بعد الممات إثر بيان حاله عند الوفاة أى فأما إن كان الذى بين حاله من السابقين من الأزواج الثلاثة عبر عنهم بأجل أوصافهم (فَرَوْحٌ) أى فله استراحة وقرىء فروح بضم الراء وفسر بالرحمة لأنها سبب لحياة المرحوم وبالحياة الدائمة (وَرَيْحانٌ) ورزق (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) أى ذات تنعم (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) عبر عنهم بالعنوان السابق إذ لم يذكر لهم فيما سبق وصف واحد ينبىء عن شأنهم سواه كما ذكر للفريقين الآخرين.