(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤)
____________________________________
نصر على الوجوه المذكورة وقرىء نصرا وفتحا قريبا على الاختصاص أو على المصدر أى تنصرون نصرا ويفتح لكم فتحا أو على البدلية من أخرى على تقدير نصبها أى يعطكم نعمة أخرى نصرا* وفتحا (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) عطف على محذوف مثل قل يأيها الذين وبشر أو على تؤمنون فإنه فى معنى آمنوا كأنه قيل آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون وبشرهم يأيها الرسول بما وعدتهم على ذلك عاجلا وآجلا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) وقرىء أنصار الله بلا إضافة لأن المعنى كونوا بعض أنصار* الله وقرىء كونوا أنتم أنصار الله (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) أى من* جندى متوجها إلى الله كما يقتضيه قوله تعالى (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) والإضافة الأولى إضافة أحد المتشاركين إلى الآخر لما بينهما من الاختصاص والثانية إضافة الفاعل إلى المفعول والتشبيه باعتبار المعنى أى كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصاره حين قال لهم عيسى من أنصارى إلى الله أو قل لهم كونوا كما قال عيسى للحواريين والحواريون أصفياؤه وهم أول من آمن به وكانوا إثنى عشر* رجلا (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) أى بعيسى وأطاعوه فيما أمرهم من نصرة الدين (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) أخرى به وقاتلوهم (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ) أى قويناهم بالحجة أو بالسيف وذلك* بعد رفع عيسى عليهالسلام (فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) غالبين. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الصف كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له مادام فى الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه.