(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١١)
____________________________________
رأى منه الجد قال أشهد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فقال النبى صلىاللهعليهوسلم لابنه جزاك الله عن رسوله وعن المؤمنين خيرا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) أى لا يشغلكم الاهتمام بتدبير أمورها والاعتناء بمصالحها والتمتع بها عن الاشتغال بذكره عزوجل من الصلاة وسائر العبادات المذكورة للمعبود والمراد نهيهم عن التلهى بها وتوجيه النهى إليها للمبالغة* كما فى قوله تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) الخ (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) أى التلهى بالدنيا من الدين (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) أى الكاملون فى الخسران حيث باعوا العظيم الباقى بالحقير الفانى (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) * أى بعض ما أعطيناكم تفضلا من غير أن يكون حصوله من جهتكم ادخارا للآخرة (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) بأن يشاهد دلائله ويعاين أماراته ومخايله وتقديم المفعول على الفاعل لما مر مرارا* من الاهتمام بما قدم والتشويق إلى ما أخر (فَيَقُولَ) عند تيقنه بحلوله (رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي) أى أمهلتنى* (إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) أى أمد قصير (فَأَصَّدَّقَ) بالنصب على جواب التمنى وقرىء فأتصدق (وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) بالجزم عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتنى أصدق وأكن وقرىء وأكون بالنصب عطفا على لفظه وقرىء وأكون بالرفع أى وأنا أكون عدة منه بالصلاح (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً) * أى ولن يمهلها (إِذا جاءَ أَجَلُها) أى آخر عمرها أو انتهى إن أريد بالأجل الزمان الممتد من أول* العمر إلى آخره (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فمجاز لكم عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر فسارعوا فى الخيرات واستعدوا لما هو آت وقرىء يعملون بالياء التحتانية. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة المنافقين برىء من النفاق.