(فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٦) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) (٤٠)
____________________________________
الحجة الأولى ومات وقيل لما قيل لهم إنكم تموتون موتة تعقبها حياة كما تقدمتم موتة كذلك قالوا ما هى إلا موتتنا الأولى أى ما الموتة التى تعقبها حياة إلا الموتة الأولى وقيل المعنى ليست الموتة إلا هذه الموتة دون الموتة التى تعقب حياة القبر كما تزعمون (وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ) بمبعوثين (فَأْتُوا بِآبائِنا) * حطاب لمن وعدهم بالنشور من الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فيما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى ليظهر أنه حق وقيل كانوا يطلبون إليهم أن يدعوا الله تعالى فينشر لهم قصى ابن كلاب ليشاوروه وكان كبيرهم ومفزعهم فى المهمات والملمات (أَهُمْ خَيْرٌ) رد لقولهم* وتهديد لهم أى أهم خير فى القوة والمنعة اللتين يدفع بهما أسباب الهلاك (أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) هو تبع الحميرى الذى سار بالجيوش وحير الحيرة وبنى سمرقند وقيل هدمها وكان مؤمنا وقومه كافرين ولذلك ذمهم الله تعالى دونه وكان يكتب فى عنوان كتابه بسم الله الذى ملك بحرا وبحرا أى بحارا كثيرة وعن النبى صلىاللهعليهوسلم لا نسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم وعنه عليه الصلاة والسلام ما أدرى أكان تبع نبيا أو غير نبى وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان نبيا وقيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون* كما يقال لهم الأقيال لأنهم يتقيلون (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) عطف على قوم تبع والمراد بهم عاد وثمود وأضرابهم* من كل جبار عنيد أولى بأس شديد والاستفهام لتقرير أن أولئك أقوى من هؤلاء وقوله تعالى (أَهْلَكْناهُمْ) * استئناف لبيان عاقبة أمرهم وقوله تعالى (إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) تعليل لإهلاكهم ليعلم أن أولئك حيث أهلكوا بسبب إجرامهم مع ما كانوا فى غاية القوة والشدة فلأن يهلك هؤلاء وهم شركاء لهم فى الإجرام أضعف منهم فى الشدة والقوة أولى (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) أى ما بين الجنسين وقرىء وما بينهن (لاعِبِينَ) لاهين من غير أن يكون فى خلقهما غرض صحيح وغاية حميدة (ما خَلَقْناهُما) * وما بينهما (إِلَّا بِالْحَقِّ) استثناء مفرغ من أعم الأحوال أو أعم الأسباب أى ما خلقنا هما ملتبسا بشىء من الأشياء إلا ملتبسا بالحق أو ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذى هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أن الأمر كذلك فينكرون البعث والجزاء (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أى فصل الحق عن الباطل وتمييز المحق من المبطل أو فصل الرجل عن أقاربه وأحبائه (مِيقاتُهُمْ) * وقت موعدهم (أَجْمَعِينَ) وقرىء ميقاتهم بالنصب على أنه اسم إن ويوم الفصل خبرها أى إن ميعاد حسابهم وجزائهم فى يوم الفصل