(يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) (٥٠)
____________________________________
(يَوْمَ لا يُغْنِي) بدل من يوم الفصل أو صفة لميقاتهم أو ظرف لما دل عليه الفصل لا لنفسه (مَوْلًى) من قرابة أو غيرها (عَنْ مَوْلًى) أى مولى كان (شَيْئاً) أى شيئا من الإغناء (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) الضمير* لمولى الأول باعتبار المعنى لأنه عام (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) بالعفو عنه وقبول الشفاعة فى حقه ومحله الرفع على البدل من الواو أو النصب على الاستثناء (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) الذى لا ينصر من أراد تعذيبه (الرَّحِيمُ) * لمن أراد أن يرحمه (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) وقرىء بكسر الشين وقد مر معنى الزقوم فى سورة الصافات (طَعامُ الْأَثِيمِ) أى الكثير الآثام والمراد به الكافر لدلالة ما قبله وما بعده عليه (كَالْمُهْلِ) وهو ما يمهل فى النار حتى يذوب وقيل هو دردى الزيت (يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) وقرىء بالتاء على إسناد الفعل* إلى الشجرة (كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) غليانا كغليه (خُذُوهُ) على إرادة القول والخطاب للزبانية (فَاعْتِلُوهُ) أى جروه والعتل الأخذ بمجامع الشىء وجره بقهر وعنف وقرىء بضم التاء وهى لغة فيه (إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ) أى وسطه (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ) كان الأصل يصب من فوق رؤسهم الحميم فقيل يصب من فوق رؤسهم عذاب هو الحميم للمبالغة ثم أضيف العذاب إلى الحميم للتخفيف وزيد من للدلالة على أن المصبوب بعض هذا النوع (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) أى وقولوا له ذلك استهزاء به وتقريعا له على ما كان يزعمه روى أن أبا جهل قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين جبليها أعز ولا أكرم منى فو الله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بى شيئا وقرىء بالفتح أى لأنك أو عذاب أنك (إِنَّ هذا) أى العذاب (ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) تشكون وتمارون فيه والجمع باعتبار المعنى لأن