وكقوله : (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) (١) كقوله الشاعر من بحر الخفيف :
«كل يوم بشمسه |
|
وغد مثل أمسه» |
وكقوله عزوجل : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (٢). وكقوله : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) (٣) ويشبعون حركة الميم فيزعمون أنه من الرجز ، وذكر عن أبي نواس (٤) أنه ضمن ذلك شعرا وهو قوله :
وفتية في مجلس وجوههم |
|
ريحانهم قد عدموا التثقيلا |
«دانية عليهم ظلالها |
|
وذللت قطوفها تذليلا» |
وقوله عزوجل : (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (٥). زعموا أنه من الوافر كقوله الشاعر :
لنا غتم نسوّقها غزار |
|
كأنّ قرون جلّتها عصيّ |
وكقوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٦) ضمنه أبو نواس في شعره ففصل وقال : فذاك الذي. وشعره :
وقرا معلنا ليصدع قلبي |
|
والهوى يصدع الفؤاد السقيما |
أرأيت الذي يكذب بالدي |
|
ن فذاك الذي يدعّ اليتيما |
وهذا من الخفيف كقول الشاعر :
وفؤادي كعهده بسليمى |
|
يهوى لم يحل ولم يتغيّر |
وكما ضمنه في شعره من قوله :
«سبحان من سخر هذا لنا |
|
«حقا» وما كنا له مقرنين» |
فزاد فيه حتى انتظم له الشعر ، وكما يقولونه في قوله عزوجل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً* فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) (٧) ونحو ذلك في القرآن كثير كقوله : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ
__________________
(١) آية (١٨) سورة فاطر.
(٢) آية (٢ ، ٣) سورة الطلاق.
(٣) آية (١٤) سورة الإنسان.
(٤) أبو نواس هو : الحسن بن هانئ ، ولد في «الأهواز» سنة (١٤٥) في خلافة أبي جعفر المنصور ، وقبل أن يتجاوز السنة الثانية من عمره انتقل والداه إلى البصرة فنشأ فيها. مات سنة (١٩٨). له ترجمة في :
الأغاني ٢ / ١٨ ، ووفيات الأعيان ١ / ١٣٥ ، والفهرست (١٦٠).
(٥) آية (١٤) سورة التوبة.
(٦) آية (١٤ ، ١٥) سورة الماعون.
(٧) آية (١ ، ٢) سورة العاديات.