(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) وجاءت الدعوة إلى التقوى مقرونة بالتذكير بالصفة الإلهية الّتي تؤكد على أنَّه شديد العقاب في موضع النكال والنقمة ، لتخفّف من اندفاعات النفس الذّاتية في خط الانحراف ، فيواجه الإنسان الموقف بكثير من الشعور العميق بالنتائج المرعبة الّتي تنتظر السائرين على طريق الضلال بعيدا عن الله ، ويتعرف كيف يتفاداها بالطاعة والسير على خط العبودية المستقيم في أفكاره ومواقفه له تعالى ، وذلك هو سرّ الأسلوب القرآني الَّذي لا يريد للتشريع التحليلي والتحريمي أن يتعلق بالفراغ بعيدا عن حركة المسؤولية بل يعمل على إثارة المسؤولية الثقلية في وعي الجميع من خلال التلويح بالعقاب الشديد
* * *