يفعله وما لا يريد أن يفعله.
وقد نلاحظ ـ في هذا المجال ـ أنّ تحريم مثل هذا التفاؤل لا يحمل الكثير من المعنى المتصل بحياة الإنسان ، وقد حاول البعض أن يرجع سر هذا التحريم إلى إبعاد الإنسان عن أسلوب المحاولة للتعرّف على الغيب ، مما قد يقوده إلى الخرافة ، وإلى الابتعاد عن تلمّس الوسائل الطبيعية للمعرفة ، ولكنّ ذلك لا يغيّر من الواقع شيئا ، لأنّ النّاس قد يلجأون إليه في وقت الحيرة عند ما تغلق عنهم كل أبواب المعرفة ، فتكون مثل هذه الطريقة أشبه بعملية الاختيار العشوائي الّتي يمارسها كل متحير يجد نفسه ملزما بذلك على أيّ حال. على أنّ قضيّة استعمال القداح للتفاؤل لا تتناسب مع كلمة الاستقسام الّتي توحي بأنّ هناك فرزا واقعيا للاستحقاقات ، مما يبعد المعنى المذكور عن أن يكون تفسيرا للكلمة.
* * *
هل الاستخارة من قبيل الاستقسام بالأزلام؟
واعتبر بعض المفسرين الاستخارة في أشكالها المتعددة ، كالاستخارة بالسبحة أو بالرقاع ، من قبيل الاستقسام بالأزلام ، وعليه تكون مرفوضة بنص القرآن الكريم ، ولكننا نسجل عليه :
أولا : الملاحظة السابقة في أنّ التفسير بما ذكر لا يتناسب مع طبيعة الكلمة.
وثانيا : أنّ الاستخارة ـ في طبيعتها ومدلولها ـ تمثل نوعا من الرجوع إلى الله والابتهال إليه في تحديد الخيرة للإنسان الحائر في ما تحير فيه ، عند ما تسدّ عليه أبواب المذاهب ، وتغلق عنه سبل المعرفة ، فهي من القضايا الّتي تدخل