في الأساليب الإيمانية ، في معرفة الخيرة ، بعد استنفاد كل وسائل الفكر والمشورة ، وبقاء الموضوع على حاله من الغموض والإبهام. فما المانع من أن يستجيب الله لعباده ابتهالاتهم وينقذهم من حيرتهم؟!
* * *
الاستخارة ليست طريقا لشلّ الفكر
لا نريد من خلال هذا التفسير أن نبرّر للإنسان الانطلاق بعيدا في هذا الأسلوب من ناحية ذاتية ، ليستحدث النّاس لأنفسهم ـ باسم الإيمان ـ وسائل معرفة المستقبل. فنحن لا نشجع ذلك ـ كمبدإ ـ لأنَّه يؤدي بنا إلى الفوضى من جهة ، وإلى الوقوع في قبضة الخرافة والدجل من جهة أخرى. ولكنَّنا نقول : أنَّ النصوص الدينية المعتمدة إذا أقرّت مثل هذا الأسلوب ، فلا يكون ذلك بعيدا عن خط الإيمان والإسلام ، ولا يؤدي إلى إغلاق باب الفكر والمشورة ، لتكون الاستخارة بديلا عنهما ، بل يكون له مبرراته الإنمانية في حدوده المعقولة.
وفي ضوء ذلك ، نثير الملاحظات على سلوك بعض النّاس الذَّين اتخذوا الاستخارة خطا عمليا في أسلوب العمل والحركة ، فلم يسمحوا لأنفسهم بالتفكير أو بالاستشارة ، بل اكتفوا بالمسبحة يستنطقونها وجه الخير لما يصنعون ، أو بالرقاع ، يتعرفون من كلماتها سر الحقيقة في ما يمارسون. وهكذا حكموا على أفكارهم بالشلل ، فإذا دعوت أحدهم إلى أمر بسيط لا يحتاج إلَّا إلى بعض الحسابات البسيطة المحيطة بالموضوع ، بادرك بالاستخارة ليقطع عليك أمر مناقشة القضية من جوانبها الواقعية ، وإذا عرضت لأحدهم حاجة في ما يتعلق بشؤون حياته ، أو شؤون من يتصل به ، في قضية زواج أو