وفيها قول خامس حكى أبو عبيد أن أبا عمرو بن العلاء قاله ، وهو أن يكون المعنى :
وقضى أنّ الله ربّي وربكم.
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) مبني على السكون لأن لفظه لفظ الأمر ومعناه معنى التعجّب : ما أسمعهم وما أبصرهم!
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) قد ذكرناه وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ما من أحد يدخل النار إلّا وله بيت في الجنة فيتحسّر عليه ، وقيل : تقع الحسرة إذا أعطي كتابه بشماله. وأن معنى : (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) عرّف كلّ إنسان ما له وما عليه ، وقيل : التقدير :
وأنذرهم خبر يوم الحسرة إذ قضي الأمر فخبّر أنّهم معذّبون.
(إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) خبر «كان» و «نبيّا» من نعته ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من المضمر.
قال أبو إسحاق : الوقف إذ قال لأبيه يا أبه بالهاء لأنها هاء تأنيث ، وقال أبو الحسن بن كيسان : الوقف بالتاء لأنه مضاف إلى ما لا ينفصل ، كما تقول : هذه نعمتي. قال أبو جعفر : وقد ذكرنا (١) هذا في سورة «يوسف» بأكثر من هذا. قال الكسائي : عصيّ وعاصي واحد.
(قالَ أَراغِبٌ) رفع بالابتداء ، و «أنت» فاعل سدّ مسدّ الخبر ، كما تقول : أقائم أنت؟ وحسن الابتداء بالنكرة لما تقدمها.
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ) صلح الابتداء بالنكرة لأن فيها معنى المنصوب وفيها في هذا الموضع معنى التفرّق والترك ، ومثله (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) [الفرقان : ٦٣].
(سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي) أي إن أسلمت وتبت. (إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) قال علي بن أبي
__________________
(١) انظر إعراب الآية ٤ : يوسف.