٣٢
شرح إعراب سورة السجدة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ) الاجتماع على رفع تنزيل ، ورفعه من ثلاثة أوجه :
أحدها بالابتداء والخبر (لا رَيْبَ فِيهِ) ، والثاني على إضمار مبتدأ أي هذا المتلو تنزيل ، والثالث بمعنى هذه الحروف تنزيل و «ألم» تدل على الحروف كلها كما تدل عليها أب ت ث. ولو كان تنزيل منصوبا على المصدر لجاز كما قرأ الكوفيون (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس : ٣ ـ ٥].
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) «أم» تدلّ على خروج من حديث إلى حديث (بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) مبتدأ وخبره ، وكذا (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ) أي للكافرين من مولى يمنع من عذابهم (وَلا شَفِيعٍ) ، ويجوز بالرفع على الموضع (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) هذه الموعظة.
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير (خَلَقَهُ) (١) بإسكان اللام ونصبه في هذه القراءة على المصدر عند سيبويه مثل (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل : ٨٨] ، وعند غيره على البدل من «كلّ» أي الّذي أحسن خلق كلّ شيء وهما مفعولان على مذهب بعض النحويين بمعنى أفهم كلّ شيء خلقه و (خَلَقَهُ) على أنه فعل
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٤٤ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥١٦.