(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ) (١) (الْغَيْثَ) زعم الفراء (٢) أن في هذا معنى النفي أي ما لم يعلمه أحد إلّا الله جل وعز. قال أبو جعفر : إنما صار فيه معنى النفي والإيجاب بتوقيف الرسول صلىاللهعليهوسلم على ذلك لأنه صلىاللهعليهوسلم في قول الله جلّ وعزّ (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) [الأنعام : ٥٩] لا يعلمها إلّا هو أنها هذه. قال أبو إسحاق : فمن زعم أنه يعلم شيئا من هذا فقد كفر (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ومن العرب من يقول : بأيّة أرض. فمن قال :
بأيّ أرض قال : تأنيث الأرض يكفي من تأنيث أي ، ومن قال : بأيّة أرض قال : أي تنفرد تأتي بغير إضافة لو قال : جاءتني امرأة ، قلت أيّة (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) نعت لعليم أو خبر بعد خبر.
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٤٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٣٠.