٢٣
شرح إعراب سورة المؤمنين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ومن قرأ (قد أفلح) ألقى حركة الهمزة على الدال وحذف الهمزة لأن الدال كانت ساكنة ، وإذا خفّفت الهمزة قربت من الساكنين ، فحذفت الهمزة لهذا ثم ألقيت حركتها على الدال.
(الَّذِينَ) في موضع رفعت نعت للمؤمنين (هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) مبتدأ وخبره داخلون في الصلة ، وكذلك ما بعده.
قال الضحاك : اللّغو الشرك. قال أبو جعفر : اللّغو في اللغة ما يجب أن يلغى أي يطرح. ومن أحسن ما قيل فيه قول الحسن : إنها المعاصي كلّها. فهذا قول جامع يدخل فيه قول من قال : هو الشرك. وقول من قال : هو الغناء. كما روى مالك بن أنس عن محمد بن المنذر أنّ الله جلّ وعزّ يقول يوم القيامة : أين الذين كانوا ينزّهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشياطين ، أدخلوهم في رياض المسك ثم يقول للملائكة : أسمعوهم حمدي وثنائي ، وأخبرهم أن (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
فمدح الله جلّ وعزّ ومن أخرج من ماله الزكاة وإن لم يخرج منه غيرها. فكأن الذين يكنزون الذهب والفضة هم الذين لا يخرجون الزكاة.