(وَفِي هذا) أي وفي حكمه أنّ من اتّبع محمدا صلىاللهعليهوسلم موحد فقد سمّاكم المسلمين. قال أبو جعفر: هذا القول مخالف لقول العلماء الأئمة. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو سمّاكم المسلمين ، قال : الله جلّ وعزّ ، وكذا روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. وروى ابن نجيح عن مجاهد في قوله جلّ وعزّ : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) قال : سمّاكم المسلمين من قبل الكتب والذكر ، وفي هذا القرآن. (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) أي بتبليغه إياكم.
وبإجابتكم إياه (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) بتبليغكم إياهم وبما ترون منهم وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) قيل : أي امتنعوا بما أعطاكم من القوة وانبساط اليد من المعاصي.
(هُوَ مَوْلاكُمْ) أي وليّ نعمكم ، ووليّ ما تحتاجون إليه في حياتكم. ولهذا كره أن يقال للإنسان : يا مولاي من هذه الجهة ، ويقول : هذا عبدي ، أو أمتي. قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم :
ولكن ليقل فتاي أو فتاتي. (فَنِعْمَ الْمَوْلى) أي فنعم الوليّ لكم لأنه يريد بكم الخير (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) لمن أطاعه.