٢٠
شرح إعراب سورة طه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قراءة أهل المدينة وأبي عمرو بغير إمالة (١) ، وقراءة الكوفيين بالإمالة إلا عاصما فإنه روي عنه اختلاف. قال أبو جعفر : لا وجه للإمالة في هذا عند أكثر أهل العربية لعلتين : إحداهما أنه ليس هاهنا ياء ولا كسرة فتكون الإمالة ، والعلة الأخرى أن الطاء من الحروف الموانع للإمالة فهاتان علتان بينتان. وقد اختار بعض النحويين الإمالة ، فقال أبو إسحاق إبراهيم بن السري : من كسر «طه» أمال إلى الكسر لأن المقصور الأغلب عليه الكسر إلى الإمالة ، قال أبو جعفر : وهذا ليس بحجّة ، ولا يجوز في كثير من المقصور الإمالة ولكن زعم سيبويه (٢) أن الإمالة تجوز في حروف المعجم فيقال : با تا ثا لأنها أسماء فيفرق بينها وبين الحروف نحو «لا» فإنها لا تمال لأنها حرف. قال أبو إسحاق : من قرأ (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٣) فالأصل عنده طأ ، أي طإ الأرض بقدميك جميعا في الصلاة. فأبدل من الهمزة هاء ، كما يقال : إيّاك وهيّاك وأرقت الماء وهرقت الماء. قال : ويجوز أن يكون على البدل الهمز فيكون الأصل : ط يا هذا ، ثم جاء بالهاء لبيان الحركة في الوقف.
بعض النحويين يقول هذه لام النفي ، وبعضهم يقول لام الجحود. قال أبو جعفر : وسمعت أبا الحسن بن كيسان يقول في مثلها : إنها لام الخفض. والمعنى عنده : ما أنزلنا عليك القرآن للشقاء. والشقاء يمدّ ويقصر ، وهو من ذوات الواو.
قال أبو إسحاق : هو بدل من يشقى أي ما أنزلناه إلّا تذكرة. قال أبو جعفر : وهذا
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٢٢.
(٢) انظر الكتاب ٤ / ٢٤٨.
(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٨٧.