(طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) [يس : ١٩] أي لازم لكم ما كان من خير أو شرّ لازم لكم وفي رقابكم.
(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) اسم للجمع ، وجمعه أرهط ، وجمع الجمع أراهط.
(يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) قال الضحاك : كان هؤلاء التسعة عظماء أهل المدينة ، وكانوا يفسدون ويأمرون بالفساد فجلسوا تحت صخرة عظيمة على نهر فقلبها الله جلّ وعزّ عليهم فقتلهم فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا.
(قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) وهذا ، من أحسن ما قرئ به هذا الحرف لأنه يدخل فيه المخاطبون في اللفظ والمعنى. وإذا قرأ لتبيّننّه (١) لم يدخل فيه المخاطبون في اللفظ ودخلوا في المعنى ، وقراءة مجاهد ليبيّتنّه بالياء. قال أبو إسحاق : (لَنُبَيِّتَنَّهُ) أي قالوا لنبيتنه متقاسمين ، أي متحالفين (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) (٢) «مهلك» بمعنى إهلاك ، ويكون بمعنى الظرف وعن عاصم ما شهدنا مهتل بمعنى هلاك وعنه (مَهْلِكَ) (٣) وهو اسم موضع الهلاك كما تقول : مجلس.
(وَمَكَرُوا مَكْراً) إنما عملوه. (وَمَكَرْنا مَكْراً) جازيناهم على ذلك ، وقيل المكر من الله الإتيان بالعقوبة المستحقّة من حيث لا يدري العبد.
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ) وقرأ الكوفيون والحسن وابن أبي إسحاق وهي قراءة الكسائي (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) بفتح الهمزة ، وزعم الفراء (٤) أن فتحهما من جهتين : إحداهما أن تردّها على كيف. قال أبو جعفر : وهذا لا يحصّل لأن كيف للاستفهام و «أنّا» غير داخل في الاستفهام ، والجهة الأخرى عنده أن تكرّ عليها «كان» كأنك قلت : كان عاقبة أمرهم تدميرهم. قال أبو جعفر : وهذا متعسّف ، وفي فتحها
__________________
(١) انظر القراءات المختلفة في تيسير الداني ١٣٦ ، والبحر المحيط ٧ / ٨٠.
(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٨٠ ، وتيسير الداني ١٣٦ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٨٣.
(٣) انظر البحر المحيط ٧ / ٨٠ ، وتيسير الداني ١٣٦ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٨٣.
(٤) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٩٦.