المعنى : إنما أوتيته على علم بالتوراة ، لأنه كان عالما بها وأنكر قول من قاله إنه كان يعمل الكيمياء ، قال : لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له.
أحسن ما قيل في هذا قول الخليل رحمهالله ويونس وسيبويه والكسائي : إنّ القوم تنبّهوا أو نبّهوا فقالوا وي ، والمتندّم من العرب يقول في حال تندّمه : وي ، وحكى الفراء (١) : أن بعض النحويين قال : إنّها ويك أي ويلك ثم حذفت اللام. قال أبو جعفر : وما أعلم جهة من الجهات إلّا هذا القول خطأ منها فمن ذلك أن المعنى لا يصحّ عليه لأن القوم لم يخاطبوا أحدا فيقولوا له ويلك ، وكان يجب على قوله أن يكون «إنّه» بكسر «إنّ» لأن جميع النحويين يكسرون أنّ بعد ويلك ، وأيضا فإنّ حذف اللام من ويل لا يجوز ، وأيضا فليس يكتب : هذا ويك.
(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) قال الضحّاك : الجنّة.
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) قال عكرمة : ليس شيء خيرا من «لا إله إلّا الله» ، وإنما المعنى : من جاء بلا إله إلا الله ، فله خير.
(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) استثناء. قال أبو إسحاق : ولو كان في غير القرآن لجاز إلا وجهه بمعنى كلّ شيء غير وجهه هالك ، كما قال : [الوافر]
٣٢٧ ـ وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلّا الفرقدان (٢) |
والمعنى : وكلّ أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه. (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بمعنى وترجعون إليه.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٣١٢.
(٢) مرّ الشاهد رقم (٢٠٥).