فقالت لها أمها : قومى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم .. فقالت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله عزوجل الذي أنزل براءتي»!! إنها ثورة الحرة على شرفها ، وعلى شرف النبىّ الذي شرفت بزواجها منه ، وعلى شرف بيت النبوّة الذي ضمّت إليه ، وعلى شرف بيت الصديق الذي نبتت منه!!.
وتهدأ العاصفة ، وتخمد نار الفتنة ، ويخرج أبو بكر وآله من هذه المحنة بأعظم مغنم ، لم يكن لأحد من المؤمنين أن يشاركه فيه .. فقد نزل الوحى فى بيت أبى بكر ، بستّ عشرة آية من القرآن الكريم ، هى فى شأن أبى بكر ، وبنت أبى بكر!
لقد كان المسلمون يتعبدون فيما يتعبدون به من آيات القرآن الكريم ، بقوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ، إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا .. فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها ، وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى ، وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٤٠ : التوبة) ـ وإنهم منذ الآن ليتعبدون إلى آخر هذه الحياة الدنيا ، بتلك الآيات الست عشرة أيضا .. وكأنّ ذلك استغفار متصل من المؤمنين جميعا لأبى بكر ، وبنت أبى بكر ، من هذا المنكر الذي جاءت به عصبة من المؤمنين!.
وانظر إلى تدبير الله سبحانه ، وإلى غيوث رحمته ، وسوابغ فضله على المخلصين من عباده ..
لقد كانت هجرة النبىّ ، وإخراجه من بلده ، والمسجد الحرام ، غاية ما وصل إليه المشركون من إيذاء للنبىّ ، فى مشاعره.
وكان «الغار» على طريق الهجرة ، الغاية القصوى لما كان يمكن أن