تعليق على الشورى
رأينا فيما سبق بأن الخلافة على قول الشيعة هي باختيار الله سبحانه ، وتعيين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وحي يوحي به إليه.
وهذا القول يتماشى تماماً مع فلسفة الإسلام في كل أحكامه وتشريعاته إذ أن الله سبحانه هو الذي (يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (١).
وبما أن الله سبحانه أراد أن تكون أمة محمد خير أمة أخرجت للناس فلا بد لها من قيادة حكيمة ، رشيدة ، عالمة ، قوية ، شجاعة ، تقية ، زاهدة ، في أعلى درجات الإيمان ، وهذا لا يتأتى إلا لمن اصطفاه الله سبحانه وتعالى ، وكيّفه بميزات خاصة تؤهله للقيادة والزعامة : قال الله تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٢).
وكما أن الأنبياء اصطفاهم الله سبحانه فكذلك الأوصياء. وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) سورة القصص آية ٦٨.
(٢) سورة الحج آية ٧٥.