فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني أن أقول في كتاب الله لما لا أعلم (١) كما أن عمر بن الخطاب أيضاً لم يعرف هذا المعنى فعن أنس بن مالك قال : إن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر :
(فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا).
قال : كل هذا عرفناه فما الأب؟ ثمّ قال هذا لعمر الله هو المتكلف ، فما عليك أن لا تدري ما الأب ، اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه» (٢).
وما يقال هنا في تفسير كتاب الله يقال هناك في تفسير السنة النبوية الشريفة فكم من حديث نبوي بقي موضوع خلاف بين الصحابة وبين المذاهب وبين السنة والشيعة سواء كان الخلاف ناتجاً عن تصحيح الحديث أو تضعيفه ، أم عن تفسير الحديث وفهمه ، وللتوضيح أقدم للقارئ الكريم بعض الأمثلة عن ذلك.
١ ـ الخلاف بين الصحابة في صحة الحديث أو كذبه
هذا ما وقع لأبي بكر في أول أيامه عند ما جاءته فاطمة الزهراء تطالبه بتسليم فدك التي أخذها منها بعد وفاة أبيها فكذبها فيما ادعته من أن أباها رسول الله أنحلها إياها في حياته كما أنها لما طالبته بميراث أبيها ، قال لها بأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة».
فكذبته هي الأخرى في نسبة هذا الحديث لأبيها وعارضة بكتاب الله واشتد
__________________
(١) القسطلاني في إرشاد الساري ج ١٠ ص ٢٩٨ وابن حجر في فتح الباري ج ١٣ ص ٢٣٠
(٢) تفسير ابن جرير ج ٣ ص ٣٨ وكنز العمال ج ١ ص ٢٨٧
الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ١٤ والذهبي في تلخيصه والخطيب في تاريخه ج ١١ ص ٤٦٨
الزمخشري في تفسيره الكشاف ج ٣ ص ٢٥٣ والخازن في تفسيره ج ٤ ص ٣٧٤.
ابن تيمية في مقدمة أصول التفسير ص ٣٠ تفسير ابن كثير ج ٤ ص ٤٧٣