ورغم قلة عدد المذاهب إلا أنهم يختلفون في أغلب المسائل الفقهية وذلك من أجل اختلافهم في السنة النبوية فقد يبني أحدهم حكمه في مسألة طبق ما صححه من حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بينما يجتهد غيره برأيه أو يقيس على مسألة أخرى لفقدان النص والحديث.
٣ ـ إختلاف السنة والشيعة في السنة النبوية
أما إختلاف السنة والشيعة في هذه المسألة فقد يكون لسببين رئيسيين أحدهما عدم صحة الحديث عند الشيعة إذا كان أحد الرواة من المطعون في عدالته ولو كان من الصحابة. إذ أن الشيعة لا يقولون بعدالة الصحابة أجمعين كما هو الحال عند أهل السنة والجماعة.
أضف إلى ذلك أنهم يرفضون الحديث إذا تعارض مع رواية الأئمة من أهل البيت ، فهم يقدمون رواية هؤلاء على غيرهم مهما علت مرتبتهم ولهم في ذلك أدلة من القرآن والسنة ثابتة حتى عند خصومهم ، وقد سبق الإشارة إلى بعضها.
أما السبب الثاني في الاختلاف بينهما فهو ناتج عن مفهوم الحديث نفسه إذ قد يفسّره أهل السنة والجماعة على غير تفسير الشيعة كالحديث الذي سبق أن أشرنا إليه وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إختلاف أمتي رحمة».
إذ يفسره أهل السنة والجماعة بأن في إختلاف المذاهب الأربعة في الأمور الفقهية رحمة للمسلمين.
بينما يفسّره الشيعة بالسفر إلى بعضهم البعض والاعتناء بأخذ العلم ونحوه من الفوائد.
أو قد يكون الاختلاف بين الشيعة وأهل السنة ، ليس في مفهوم الحديث النبوي ، وإنما في الشخص أو الأشخاص المعنيين بهذا الحديث وذلك كقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي».