تعليقة على الخلافة
ضمن القضاء والقدر
والطريف في هذا الموضوع أن اهل السنة والجماعة رغم اعتقادهم بالقضاء والقدر الحتمي وأن الله سبحانه هو الذي يسيّر عباده في أعمالهم وليس لهم الخيرة في شيء ، ولكنهم في أمر الخلافة يقولون بأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وترك الأمر شورى بين الناس ليختاروا لأنفسهم.
والشيعة على العكس تماماً ، فرغم اعتقادهم بأن الإنسان مخيّر في أعماله وأن عباد الله يفعلون ما شاءوا (ضمن مقولة لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) إلا أنهم في أمر الخلافة يقولون بأنه لا حق لهم في الاختيار!
ويبدو هذا وكأنه تناقض من الطرفين ، السنة والشيعة لأول وهلة ، ولكن الحقيقة ليست كذلك.
فالسنة عند ما يقولون بأن الله سبحانه هو الذي يسيّر عباده في أعمالهم ، يتناقضون مع الواقع إذ أن الله سبحانه (عندهم) هو المخيّر الفعلي ولكنه يترك لهم الخيار الوهمي إذ أن الذي اختار أبا بكر يوم السقيفة ، هو عمر ثمّ بعض الصحابة ، ولكن في الحقيقة هو منفذون لأمر الله الذي جعلهم واسطة ليس إلا على حسب هذا الزعم.