رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ») (١). فجمع عليهالسلام القمر والكواكب فى أنه لا يجوز أن يكون واحد منهما إلها ربا لاجتماعهما فى الأفول ، وهذا هو النظر والاستدلال الّذي ينكره المنكرون وينحرف عنه المنحرفون (٢).
مسألة
فان قال قائل : لم أنكرتم أن يكون الله تعالى جسما؟
قيل له : أنكرنا ذلك لأنه لا يخلو أن يكون القائل لذلك أراد ما أنكرتم أن يكون طويلا عريضا مجتمعا ، أو أن يكون أراد تسميته جسما وان لم يكن طويلا عريضا مجتمعا عميقا. فان كان أراد ما أنكرتم أن يكون طويلا عريضا مجتمعا كما يقال ذلك للأجسام فيما يلينا فهذا لا يجوز ؛ لأن المجتمع لا يكون شيئا واحدا ؛ لأن (٣) أقل قليل الاجتماع لا يكون الا من (٤) شيئين ؛ لأن الشيء الواحد لا يكون لنفسه مجامعا ؛ وقد بينا آنفا (٥) أن الله عزوجل شيء واحد ؛ فبطل بذلك أن يكون
__________________
(١) الآيتان ٧٦ ، ٧٧ من سورة الأنعام.
(٢) يعالج المؤلف هذه النقطة على نطاق أوسع فى كتيبه المسمى «رسالة فى استحسان الخوض فى علم الكلام» المطبوع بحيدر أباد بالهند سنة ١٣٢٣. كما أشرنا الى ذلك فى المقدمة. والّذي أعاد طبعه الأب مكارثى ضمن مجموعة تحت عنوان «توحيد الأشعرى». المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة ١٩٥٣ م.
(٣) ل : نقلها الناسخ : الآن.
(٤) فى الأصل : بين (بدون نقط) فاختار م أن تكون بين واختيارنا أولى.
(٥) ما مر آنفا هو البرهنة على الوحدة بمعنى عدم التعدد فى الآلهة ، لا الوحدة بمعنى عدم التركيب فى الذات وهو ما تحتاج إليه هنا.