مجتمعا. وان أراد لم لا تسمونه جسما وان لم يكن طويلا عريضا مجتمعا؟ فالأسماء ليست إلينا ، ولا يجوز أن نسمى الله تعالى باسم لم يسم به نفسه ، ولا سماه به رسوله ، ولا أجمع المسلمون عليه ولا على معناه.
مسألة
فان قال قائل : لم قلتم ان الله تعالى عالم؟ قيل له : لأن الأفعال المحكمة لا تتسق فى الحكمة الا من عالم. وذلك أنه لا يجوز أن يحوك الديباج النفارير (١) ويصنع دقائق الصنعة من لا يحسن ذلك ولا يعلمه. فلما رأينا الانسان على ما فيه من اتساق الحكمة كالحياة التى ركبها الله فيه والسمع والبصر وكمجارى الطعام والشراب وانقسامهما فيها (٢) وما هو عليه من كماله وتمامه ، والفلك وما فيه من شمسه وقمره وكواكبه ومجاريها ، دل ذلك على أن الّذي صنع ما ذكرناه لم يكن يصنعه الا وهو عالم بكيفيته وكنهه ، ولو جاز أن تحدث الصنائع الحكمية لا من عالم ندر لعل جميع ما يحدث من حكم الحيوان (٣)
__________________
(١) النفارير جمع نفرور وهو العصفور ، والجملة فى الأصل مكتوبة «وذلك أنه لا يجوز أن يحرك الديباج بالنفارير» وقد تركها م كما هى فى الأصل بغير تنبيه كما ترك ترجمتها وهى على ذلك لا معنى لها كما أنها تحتاج الى اصلاح قطعا ولعل ما فعلناه هو المقصود للمؤلف. فان المعنى على ذلك واضح لأن حياكة الديباج بوساطة العصافير مستحيل لانعدام العلم بذلك عندها.
(٢) ب وتبعه ل : وانقسامه فيه ، وقد تركها م كما هى ولا تصح الا مع تأويل بعيد.
(٣) لعل المقصود للمؤلف هو لفظ الانسان على أن يراد به أفراده حتى يصح قوله «وتدابيرهم».