على ما تدعون ـ أن يكون من أراد من فعله كون ما لا يكون وأن لا يكون (ما يكون) (١) فهو أولى بصفة الاقتدار ممن يريد كون ما يكون وأن لا يكون ما لا يكون (لأنه) (٢) انما يصح وصفه بالاقتدار لأنه ممن يتكثر يفعله ، ويجب اقتداره بمن ينصره وضعفه بمن يقعد عنه. ويقال لهم : لم زعمتم أن من أراد منا كون ما يكون انما يصح وصفه بالاقتدار لأنه ممن يقوى بكثرة من يتبعه ويضعف بكثرة من يقعد عنه؟ فان قالوا : لأن هذا فيما بيننا هكذا قيل (لهم) (٣) : وكذلك انما يدل الفعل الحكمى على أن من ظهر منه عالم قادر لأنه ممن يعلم بعلم ويندر بقدرة ؛ لأنا كذلك وجدنا فيما بيننا من دلت الأفعال الحكمية على أنه عالم قادر ، فما (٤) أنكرتم من أنه واجب على اعتلالكم أن لا تدل (٥) الأفعال الحكمية على أن البارى تعالى
__________________
(١) ليست فى الأصل.
(٢) ليست فى الأصل ولم يزد م شيئا وفى رأيى أنه لا بد من زيادة شيء. لأن الجملة المصدرة «بانما» واقعة موقع التعليل.
(٣) ليست فى الأصل.
(٤) ل : نقلها الناسخ : فلم.
(٥) وضع م حرف النفى بين قوسين وقال إن إبقاءه قد يعطى معنى مخالفا لما أراد المؤلف. وهذا غير صحيح فان المؤلف يريد أن يقول للمعتزلة اذا احتكمنا للمشاهدة فيما بيننا أمكن لنا بناء على هذا أن ننكر دلالة الفعل الحكمى على أن الله عالم قادر لأنكم تنكرون دلالة الفعل الحكمى على أن الله عالم بعلم مع أن المشاهد أن الفعل الحكمى اذا لم يدل على علم العالم لا يدل على كونه عالما. فحيث قد نفيتم الدلالة على العلم وجب نزولا على حكم «المشاهد» أن تنهوا الدلالة على أن الله عالم.