يوجب اثبات كراهة فيلزمكم اذا كان (الله تعالى لم يزل) (١) غير مريد لشيء بتة أن يكون لم يزل كارها ، اذا كان نفى الإرادة يوجب اثبات الكراهة.
مسألة
ويقال للمعتزلة : لم زعمتم أنه لا يريد السفه الا سفيه (٢)؟ فان قالوا : لأن مريد السفه منا سفيه. يقال لهم : فكذلك من أراد منا ما يعلم أنه لا يكون ، أو يغلب عنده أنه لا يكون ، فهو متمن فاقضوا بذلك على الله تعالى اذ (٣) زعمتم أنه أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون. ويقال لهم وكذلك (٤) أيضا من خلى (٥) بين عبيده وإمائه يزنى بعضهم ببعض وهو يراهم وهو لا يعجز (٦) عن التفريق بينهم مع كراهته الزنا على أصولكم ، وقد نهاهم قبل ذلك عن الزنا فهو سفيه ، فاقضوا بذلك على الله تعالى والا كنتم مناقضين (٧) فان قالوا : لو جاز أن يريد السفه من ليس بسفيه لجاز (٨) أن يقول الكذب من ليس بكاذب يقال لهم : ما الفرق بينكم
__________________
(١) ل : نقلها الناسخ هكذا : «الله تعالى يوجب لم يزل».
(٢) ل : نقلها الناسخ : السفيه.
(٣) ب وتبعه ل ، م : اذا.
(٤) ب وتبعه ل : لذلك.
(٥) ب وتبعه ل : خلا.
(٦) ل : نقلها الناسخ : يعز.
(٧) كذا فى ب ، ل وهى بهذا محتاجة الى تقدير المفعول أى مناقضين أنفسكم. أو أصولكم وقد غيرها م الى متناقضين.
(٨) ب ، ل : ولجاز.